إيكاروس

ستتكرر مأساة إيكاروس الأسطورة الذي حاول الهرب من الحجز في جزيرة كريت عن طريق صنع أجنحة له ولكن أشعة الشمس أذابتها بعد الطيران فهوى صريعاً. كذلك الإنسان لا يتعلم من أخطائه، فهناك قوى شريرة تتحرك في البلد، اولئك الذين أقحموا في قاموس مُفرداتنا مصطلحات هجينة وهم الآن مهيئون للانقضاض علينا. هؤلاء (أشار بسبابته نحو الزبائن شبه الغائبين عن الوعي) أو «الجماهير» كما أطلقوا عليهم الآن، قد استعدوا للجري السريع عند افتتاح الوليمة التي يُحضر لها الشيوعيون، وحتى لو فكر الحمر بإيقافهم، فلن يقدروا على ذلك وربما سيفتكون بهم أيضا بعد ذلك، فإما أن يقودونهم كالوحوش للمجزرة أو لا يحدث أي شيء، اتفاق شيطاني، فالغرائز الثورية والحيوانية لا بد أن تتلاحم حتى يحدث السقوط الكبير، كما حدث بالثورة الفرنسية أو تلك البلشفية. قال بلتازار بخوف وتلعثم: لكن.... الجيش ــ الجيش الذي يُفترض حياده ــ يُراقب هو الآخر، والضباط أشباه المثقفين والطامحين بالسلطة يدركون جيداً حاجتهم لحزب قوي يقود هؤلاء الجماهير (أشار مرة أخرى نحو الزبائن السُكارى) وهكذا تنعقد سلسلة الشر المُدمر لكل انجاز حضاري تحقق، سيسرقونك ويقتلوك إذا تمكنوا من ذلك وصدقني لن يرفّ لهم جفن، أما الطيبون وهم بالتأكيد موجودون بيننا، فسيكتفون بالنظر والتحسر وصفق اليد بالأخرى أسفاً، وربما ستُذرف بعض الدموع، لكنهم لن يقدموا لك أو لغيرك يد المعونة، لا يقدرون على ذلك، فقوى الشرّ لها القدح المُعلى بالفوضى الكبرى القادمة.