أسلوب التوكيد في القرآن الكريم​

ليس الاشتغال بالقرآن الكريم على هذا النحو وقفا على المسلمين وحدهم ولكن لكثير من غيرهم مشاركة كبيرة في الاشتغال به على تفاوت بينهم واختلاف في التوفيق والسداد، وفي التعصب والانحراف. والقرآن الكريم حقيقي بهذه الدراسات الكثيرة المتنوعة، فهو كتاب الدنيا والآخرة، ينظم الحياة على أساليب دنيوية، ويصلح أحوال المجتمع ويسمو بالبشرية إلى أرقى درجات السمو الإنساني ويهديهم سبل السلام والحقّ والخير والجمال في أعلى المراتب. والقرآن الكريم يتضمن أصلين كبيرين هما اللذان تدور عليهما أمور الدنيا وسعادة الآخرة، وهما التشريع والدعوة إلى الله، فأما التشريع فلا يقع فيه التوكيد كما يقع في أساليب الدعوة، ولا تتنوّع أساليبه كما تكثر وتتنوّع في أساليب الدعوة. والتوكيد الذي درسناه في القرآن الكريم، والذي سنعرض له في هذا البحث لا يقتصر على التوكيد المعروف في كتب النحو، ولكن؟ على كلّ ما يكسب المعنى قوة ويزيده ثباتا وتمكنا في النفوس من كلّ ما ذكره النحاة متفرقا منثورا في أبوابه هنا وهناك.